×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

فيؤيدهم بملائكته وروح منه، ويقذف الله في قلوبهم من أنواره، ولهم الكرامات التي يكرم الله بها أولياءه المتقين .

****

 ويتركون ما نهاهم عنه؛ لأن هذا معنى التقوى، فالتقوى: هي فعل ما أمر الله به، وترك ما نهى الله عنه، هؤلاء هم أولياء الله، أما من ادعى أنه من أولياء الله، وهو ليس من المؤمنين المتقين المطيعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا من أولياء الشيطان، وليس من أولياء الرحمن، ليست المسألة بالدعوى، وإنما المسألة بالحقيقة، فإذا قيل: هذا ولي، ننظر في عمله: هل هو مطيع لله ورسوله، يتقي ربه سبحانه وتعالى ؟ فهذا ولي لله عز وجل، أو هو عاص لله ورسوله، مخالف للشريعة، فهذا ليس وليًّا لله، وإنما هو من أولياء الشيطان.

فهؤلاء يؤيدهم الله بروح منه: بقوة إيمانية، وبنور في قلوبهم، وهذا كما سبق في قوله: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَلَوۡ كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22]، هؤلاء هم أولياء الله الذين يوالون في الله، ويعادون في الله، يحبون في الله، ويبغضون في الله، هؤلاء هم أولياء الله سبحانه وتعالى، أما الذي ليس عنده فرق بين المؤمن والكافر - كلهم عنده سواء -، وبين المطيع والعاصي، فهذا ليس وليًّا لله، هذا ولي للشيطان.

وأولياء الله أيضًا يمدهم الله بالإيمان - قوة الإيمان -، والنور الذي يجعله الله في قلوبهم، يميزون به بين الحق والباطل،


الشرح