فقيل لابن عمر وابن عباس: إن المختار يزعم أنه
ينزل إليه، فقالا: صدق، قال الله تعالى: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ
٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾ [الشعراء: 221،
222]، وقال الآخر، وقيل له: إن المختار يزعم أنه يوحى إليه، فقال: قال الله تعالى:
﴿وَلَا
تَأۡكُلُواْ مِمَّا لَمۡ يُذۡكَرِ ٱسۡمُ ٱللَّهِ عَلَيۡهِ وَإِنَّهُۥ لَفِسۡقٞۗ وَإِنَّ
ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰٓ أَوۡلِيَآئِهِمۡ لِيُجَٰدِلُوكُمۡۖ وَإِنۡ
أَطَعۡتُمُوهُمۡ إِنَّكُمۡ لَمُشۡرِكُونَ﴾ [الأنعام: 121]
****
فاتكًا شجاعًا قويًّا، وكان عقوبة على قتلة
عثمان رضي الله عنه، تتبعهم، حتى قضى عليهم؛ ففيه منافع، وفيه مضار، وهو مؤمن
ظالم، هو ظالم مؤمن، وليس مثل المختار بن أبي عبيد الذي زعم أنه ينزل عليه ملائكة،
وأخبر ابن عباس رضي الله عنهما قالوا: صدق، تنزل عليه الشياطين؛ لأن الله أخبر
بذلك: ﴿هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ
عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ ٢٢١ تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢﴾، وهم الكهنة الذي تنزل عليهم الشياطين، وتسترق السمع،
وتكذب معه، ﴿تَنَزَّلُ
عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٖ ٢٢٢يُلۡقُونَ ٱلسَّمۡعَ وَأَكۡثَرُهُمۡ كَٰذِبُونَ ٢٢٣﴾ [الشعراء: 222- 223]، فهو ينزل عليه، صحيح أنه ينزل
عليه، لكن ينزل عليه شياطين ليسوا ملائكة.
هناك
وحيان: وحي من الله، ووحي من الشيطان، الرسل عليهم السلام
ينزل عليهم الوحي من الله، والكهنة والكذابون يأتيهم الوحي من الشياطين، ﴿وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ
لَيُوحُونَ﴾؛ يعني: يخبرونهم، الوحي: هو
الإخبار بخفية، يخبرونهم بأشياء كاذبة تغرر بهم، وينخدعون بها؛ لأنهم اتخذوا
الشياطين أولياء؛ كما قال الله عز وجل: ﴿فَرِيقًا هَدَىٰ وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيۡهِمُ ٱلضَّلَٰلَةُۚ
إِنَّهُمُ ٱتَّخَذُواْ ٱلشَّيَٰطِينَ أَوۡلِيَآءَ مِن دُونِ ٱللَّهِ
وَيَحۡسَبُونَ أَنَّهُم مُّهۡتَدُونَ﴾
[الأعراف: 30]؛
الصفحة 2 / 347