إلى غير ذلك من الصفات التي تبين أنه من أعظم
مخلوقات الله تعالى الأحياء العقلاء وأنه
جوهرٌ قائمٌ بنفسه ليس خيالاً في نفس النبي، كما زعم هؤلاء الملاحدة
المتفلسفة والمدَّعون ولاية الله وأنهم
أعلم من الأنبياء .
****
جبريل
عليه السلام هو أعظم مخلوقات الله الأحياء العقلاء.
الجوهر
المراد به: ما يقابل العرض؛ لأن الأشياء: إما جوهر، وإما عرض، فالجوهر:
هو الشيء الذي يرى، ويشاهد؛ الجسم، وأما العرض، فهو الذي يقوم بغيره، وليس له جسم،
إنما يقوم بغيره؛ كالألوان: البياض، السواد، الحمرة، هذه تسمى بالعروض، جمع عرض؛
أي: الذي يعرض، ويزول، فالعرض هو الذي لا يقوم بنفسه، وإنما يقوم بغيره، وأما
الجوهر، فهو الذي يقوم بنفسه، فهو قائم بنفسه، وليس عرضًا يقوم بغيره؛ مثل:
الأفكار التي تكون في الذهن، تعرض وتزول، الأفكار والهواجس هذه عوارض، ليس لها
جسم، وليس لها ذوات.
ليس
خيالا؛ كما تقوله الفلاسفة، مع كذبهم وفجورهم يدعون أنهم أولياء الله، وأنهم أفضل
من الأنبياء، الفلاسفة يدعون أنهم أفضل من الأنبياء، وأنهم أدركوا أسرار الكون،
وأنهم، وأنهم، أعجبوا بأنفسهم، ولم يشعروا بأنهم خلق قاصر عاجز، لا يعلمون إلاَّ
ما علمهم الله سبحانه وتعالى؛ فهم يدعون لأنفسهم الكمال، يدعون لأنفسهم العلم،
ويدعون لأنفسهم الاطلاع وإدراك الحقائق، وأنهم، وأنهم.
لأن
الأنبياء يأخذون بالواسطة عن الله، وهم يأخذون عن الله مباشرة، فهم أفضل من
الأنبياء بزعمهم، الأنبياء إنما يأخذون عن
الصفحة 2 / 347