فكيف
بمن ادعى كشفًا يناقض صريح الشرع والعقل؟ هؤلاء قد لا يتعمدون الكذب ،
****
ولا
يتعارض دليلان صحيحان أبدًا، الأدلة الصحيحة لا تتعارض، لكن العقل قد يعجز عن
التوفيق بينها، وهي في نفس الأمر لا تتعارض أبدًا، إذا كان أحد الدليلين غير قطعي،
وإنما هو ظني، فإنه قد يتعارض، أو يظهر تعارضه مع القطعي، أما إذا كان الدليلان
قطعيين - عقليين أو شرعيين -، أو أحدهما عقلي والآخر شرعي، فلن يتعارضا أبدًا؛ لأن
الشرع تنزيل من حكيم حميد، وهو الذي خلق العقول، فلا يتعارض أبدًا دليلان قطعيان،
أما إذا كانا غير قطعيين، فقد يختلفان. والسمعي المراد به: الوحي.
فكيف
بمن أتى بشيء يزعم أنه يخالف العقل، ويخالف الشرع، وهو الكشف - كشف وحدة الوجود -،
هذا باطل.
هؤلاء أهل ضلال وأهل إلحاد، لكن بعضهم لا يتعمد
الكذب، وإنما يخيل إليه أن ما ذهب إليه صحيح، ويكون مخطئًا، أما الذي يتعمد
الإلحاد والكذب، فهذا لا فائدة في مخاطبته، إنما الكلام في الذي لم يتعمد، هذا هو
الذي يُناظَر، ويبيَّن له، وربما يرجع إلى الصواب، فهم على قسمين:
القسم
الأول: الذي لم يتعمد الكذب، فهذا فيه رجاء أنه إذا نوقش،
وبُين له خطؤه أن يقبل؛ ولهذا كان الشيخ يناظر بعضهم.
القسم الثاني: المتعمد الذي يعلم بطلان ما هو عليه، ولكنه يتعمد المضي فيه، فهذا لا فائدة في مخاطبته.
الصفحة 2 / 347