×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

قال الله تبارك وتعالى: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا ٧٢لِّيُعَذِّبَ ٱللَّهُ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ وَٱلۡمُشۡرِكَٰتِ وَيَتُوبَ ٱللَّهُ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمَۢا ٧٣ [الأحزاب: 72- 73].

****

 ويخافان من الله، مع ما لهما من الفضائل والعبادات، فكيف بغيرهما؟!

قال عز وجل: ﴿إِنَّا عَرَضۡنَا ٱلۡأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱلۡجِبَالِ فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا [الأحزاب: 72]، عرضها الله عليها عرض تخيير، لا عرض إلزام، لو عرضها عليها عرض إلزام، لامتثلت، ولم تخالف الله سبحانه وتعالى، ولكنه عرض عليها عرض تخيير، فلم تزكِّ نفسها، الأرض والسماوات والجبال لم تزكِّ نفسها، الأرض والسماوات والجبال لم تزكِّ نفسها، ﴿فَأَبَيۡنَ أَن يَحۡمِلۡنَهَا؛ آثرن السلامة، ﴿وأَشۡفَقۡنَ مِنۡهَا [الأحزاب: 72]؛ خفن من تبعتها، والأمانة يراد بها: كل ما حمله الإنسان، كل ما حمَّله الله، مع عبادته، هذه أمانة، عبادتك لله وتوحيده والإخلاص له، وأداء الفرائض وترك النواهي هذه أمانة، أمَّنك الله عليها، كذلك الأمانة بينك وبين الناس، إذا توليت على الناس في وظيفة أو في مركز، هذه أمانة، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تُؤَدُّواْ ٱلۡأَمَٰنَٰتِ إِلَىٰٓ أَهۡلِهَا [النساء: 58]، والأمانات يراد بها: المسؤوليات والوظائف يتوظف بها الإنسان، الإنسان لا يتوظف لكي يأخذ نقودًا فقط، يتوظف من أجل أن يقوم بواجبات نحو إخوانه المسلمين، ويقضي حوائجهم، هذا هو الهدف، ليس الهدف الدراهم فقط، الهدف أن يقوم بالعمل؛ لينفع


الشرح