×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

بالله عز وجل، وهو متوعَّد بالنار، ولن يجد طعم الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه، فلا يجزع عند المصيبة، ولا يغتر ويفرح عند النعمة، بل يشكر عند النعم، ويصبر عند النقم، هذا ملخص الإيمان بالقضاء والقدر، فإن الله سبحانه وتعالى أخبرنا بذلك في كتابه، قال عز وجل: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ إِلَّا فِي كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ [الحديد: 22]، ثم بين الحكمة من إخبارنا: ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ وَٱللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخۡتَالٖ فَخُورٍ [الحديد: 23]، فلا بد أن يؤمن الإنسان بهذا.

·       هناك طائفتان من أهل الضلال:

الطائفة الأولى: طائفة نفت القدر، وقالوا: إن الأمر أنف؛ يعني: مستأنف، وليس له تقدير سابق، لم يقدره الله، ولم يكتبه، وإنما يعلمه إذا وقع، فهذا مذهب المعتزلة، ويقال لهم: القدرية؛ لأنهم نفوا القدر، ويقال لهم: مجوس هذه الأمة؛ لأنهم يقولون: إن العبد يخلق فعل نفسه، فهم أثبتوا خالقين مع الله؛ كما أن المجوس أثبتوا خالقًا للخير وخالقًا للشر، فهؤلاء زادوا على المجوس بأن قالوا: كل إنسان، فإنه يخلق فعل نفسه، تعالى الله!

الطائفة الثانية: الذين غلوا في إثبات القدر، حتى قالوا: إن العبد مجبور على أفعاله، ليس له اختيار ولا مشيئة، وإنما هو كالأداة بيد محركها، ليس له مشيئة ولا اختيار، وهو مجبور على ما يفعل،


الشرح