×
التعليقات على كتاب الفرقان الجزء الثاني

أو أن يحملوه إلى عرفات ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ونحو ذلك، فهذا مغرور قد مكروا به.

وكثير من هؤلاء قد لا يعرف أن ذلك من الجن، بل قد سمع أن أولياء الله لهم كرامات وخوارق للعادات، وليس عنده من حقائق الإيمان ومعرفة القرآن ما يفرق به بين الكرامات الرحمانية وبين التلبيسات الشيطانية فيمكرون به بحسب اعتقاده، فإن كان مشركًا يعبد الكواكب والأوثان أوهموه أنه ينتفع بتلك العبادة، ويكون قصده الاستشفاع والتوسل ممن صور ذلك الصنم على صورته من ملك أو نبي أو شيخ صالح، فيظن أنه صالح، وتكون عبادته في الحقيقة للشيطان .

قال الله تعالى: ﴿وَيَوۡمَ يَحۡشُرُهُمۡ جَمِيعٗا ثُمَّ يَقُولُ لِلۡمَلَٰٓئِكَةِ أَهَٰٓؤُلَآءِ إِيَّاكُمۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٤٠قَالُواْ سُبۡحَٰنَكَ أَنتَ وَلِيُّنَا مِن دُونِهِمۖ بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ ٤١ [سبأ: 40- 41].

****

  لا يجوز هذا، لا يجوز أن يستخدمهم في عبادات، وأنهم يذهبون به إلى مكة أو إلى المدينة أو إلى بيت المقدس، لا يجوز هذا، لا يجوز أن يستعملهم في العبادات، إنما في المباحات إذا كان تام العلم. وهذا الذي ليس تام العلم، يقع في هذا.

فكل مشرك سواء كان عَبَد الحجر أو الشجر أو الأصنام، فإنه إنما يعبد الشيطان؛ لأنه هو الذي أمره بذلك، ﴿بَلۡ كَانُواْ يَعۡبُدُونَ ٱلۡجِنَّۖ، يعني: الشياطين، ﴿أَكۡثَرُهُم بِهِم مُّؤۡمِنُونَ.


الشرح