ويجب على الزوج أن يعدل بين زوجاته؛ قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِٱلۡمَعۡرُوفِ﴾ [النساء: 19]. فيجب على الزوج أن يساوي بين زوجاته في المبيت والنفقة وسائر الحقوق الزوجية؛ قال الله تعالى: ﴿فَلَا تَمِيلُواْ كُلَّ ٱلۡمَيۡلِ﴾ [النساء: 129]، وقال تعالى: ﴿فَإِنۡ خِفۡتُمۡ أَلَّا تَعۡدِلُواْ فَوَٰحِدَةً﴾ [النساء: 3]. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَمَالَ إِلَى إِحْدَاهُمَا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَشِقُّهُ مَائِلٌ» ([1]) أي: يكون أحد شقيه مفلوجًا ساقطًا.
ويجب على المسلم العدل في القول؛ قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا قُلۡتُمۡ فَٱعۡدِلُواْ وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰۖ﴾ [الأنعام: 152] ؛ أي: إذا تكلمتم في شيء فاعدلوا في القول فلا تجوروا فيه، بل قولوا الحق ولو كان مُرًّا، سواء أكان الحق عليكم أم على غيركم، ولو على أقرب الناس وأحب الناس إليكم؛ كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: 8] وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُونُواْ قَوَّٰمِينَ بِٱلۡقِسۡطِ شُهَدَآءَ لِلَّهِ وَلَوۡ عَلَىٰٓ أَنفُسِكُمۡ أَوِ ٱلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَۚ﴾ [النساء: 135]. يأمر تعالى بالعدل في الفعال والمقال على النفس والقريب والبعيد، ويأمر بالعدل لكل أحد في كل وقت وفي كل حال.
ويجب على المسلم أن يكون عادلاً حتى مع أعدائه من الكفار؛ قال تعالى: ﴿وَلَا يَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنََٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُواْۘ﴾ [المائدة: 2]. أي لا يحملنكم بغض من قد كانوا صدوكم عن الوصول إلى المسجد الحرام أن تعتدوا حكم الله فيهم فتقتصوا منهم ظلمًا وعدوانًا بل احكموا بما أمركم الله به من العدل في حق كل أحدٍ.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (2133)، والدارمي رقم (2206)، وأحمد رقم (10092).