المساهمة في التجارة الفلانية يكسب فيها الدرهم الواحد سبعة وعشرين درهما لاقتتلوا على المساهمة فيها، طمعًا في هذا الربح العاجل الزائل الذي قد يحصل وقد لا يحصل. وأما المساهمة في التجارة الرابحة بالأعمال الصالحة التي ربحها مضمونٌ وخيرها معلومٌ، فلا يتقدم لها إلا الأفراد، والأكثر كما قال الله تعالى فيهم: ﴿بَلۡ تُؤۡثِرُونَ ٱلۡحَيَوٰةَ ٱلدُّنۡيَا ١ وَٱلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ وَأَبۡقَىٰٓ ١٧﴾ [الأعلى: 16، 17].
إن الخُطا التي يمشيها المسلم لصلاة الجماعة تحتسب له عند الله أجرًا وثوابًا، فلا يخطو خطوةً إلا رفعت له بها درجةٌ وحطت عنه بها خطيئةٌ، كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم. إن انتظار صلاة الجماعة في المسجد كالرباط في سبيل الله، والمنتظر لها في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تستغفر له، كما ثبت ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالذي ينتظر إقامة الصلاة في المسجد يحصل على ثلاث مزايا: الأولى: أنه كالمرابط في سبيل الله. الثانية: أنه يكتب له أجر المصلي وهو جالسٌ. الثالثة: أن الملائكة تستغفر له. أضف إلى ذلك إذا كان في هذه الحالة يتلو القرآن أو يذكر الله، فإنه يكتب له أجر التالي أو الذاكر.
إن المصلي مع الجماعة يخلص من أسر الشيطان وشره، ويدخل في جماعة المسلمين فيبتعد عنه الشيطان. والذي يترك صلاة الجماعة يستحوذ عليه الشيطان، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ ثَلاَثَةِ فِي قَرْيَةٍ، لاَ يُؤَذَّنُ وَلاَ تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إِلاَّ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ، فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ، فَإِنَّمَا يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ» ([1]) رواه الإمام أحمد وأبو داود.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (547)، وأحمد رقم (21710)، والحاكم رقم (765).