×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

من التكلم بغير العربية اعتاد ذلك وهجر اللسان العربي، وهو شعار الإسلام، فاللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون، ولهذا كان كثيرٌ من الفقهاء أو أكثرهم يكرهون في الأدعية التي في الصلاة والذكر أن يُدْعَي الله أو يُذْكَر بغير العربية، فإن الله قد اختار لسان العرب، فـأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم،واعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن، لا ريب أنه مكروهٌ، فإنه من التشبه بالأعاجم، ولأنه يفضي إلى هجر العربية واستبدالها بغيرها، واللغة العربية من الدين، وتعلمها فرضٌ واجب، لأن فهم الكتاب والسنة فرضٌ، ولا يُفْهَمَان إلا بفهم العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجبٌ.

وأما اللغة الأجنبية فيتعلمها المسلم، وينطق بها عند الحاجة فقط، فإذا لم يكن هناك حاجةٌ فَيُكْرَه له أن ينطق بها، لكن -مع الأسف- ادخل في المستشفيات العربية أو المطارات، وستجد التخاطب والكتابة بغير العربية، حتى كأنك في أوروبا.

ومن الأمور التي يجري تقليد الكفار فيها: تقليدهم في أمور العبادات، كتقليدهم في الأمور الشركية، من البناء على القبور، وتشييد المشاهد عليها والغلو فيها، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ([1])وأخبر أنهم إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدًا، وصوروا فيه الصور، وأنهم شرار الخلق.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (425)، ومسلم رقم (531).