×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ومن ذلك: ما نسمعه دائمًا من جعل «عيد» ([1]) أسبوع للشجرة، وعامٍ للطفل، وأسبوعٍ للنظافة، وعيدٍ للأم. وما إلى ذلك مما يمليه أعداؤنا، ويتلقفه سفهاؤنا، لينشروه بيننا.

إن ديننا لا يخصص يومًا من الأيام لعملٍ من هذه الأعمال، فهو يحث على غرس الأشجار النافعة والزراعة المفيدة في كل وقتٍ مناسبٍ، وديننا يحث على تربية الأطفال والعناية بهم، والإحسان إلى الأيتام منهم، في كل الأوقات وفي جميع الساعات، يقول صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]) ويقول صلى الله عليه وسلم: «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([3])، والله تعالى يقول ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ [التحريم: 6].

وإن ديننا يأمر بالنظافة في كل وقتٍ، ويحث على التجمل في الثياب والهيئة، ويرغب في استعمال الطيب، ويوجب الوضوء للصلاة، والاغتسال من الجنابة، ويأمر بتجنب الأنجاس والقاذورات. وديننا يأمر بالإحسان إلى الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى الفقراء والأيتام، في كل وقتٍ، وفي كل فرصةٍ، حسب الإمكان.

إن ديننا كمالٌ كله، وخيرٌ كله، لو تمسك به المسلمون ونفذوه على وجهه الصحيح، لأصبح العالم كله بحاجة إليهم، وليسوا بحاجة إلى أحدٍ


الشرح

([1])  زيادة من طبعة دار المعارف.

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (495)، وأحمد رقم (6689)، والحاكم رقم (708).

([3])  أخرجه: البخاري رقم (853)، ومسلم رقم (1829).