ٱلرَّسُولِ سَبِيلٗا ٢٧ يَٰوَيۡلَتَىٰ لَيۡتَنِي لَمۡ أَتَّخِذۡ فُلَانًا خَلِيلٗا ٢ لَّقَدۡ أَضَلَّنِي عَنِ
ٱلذِّكۡرِ بَعۡدَ إِذۡ جَآءَنِيۗ وَكَانَ ٱلشَّيۡطَٰنُ لِلۡإِنسَٰنِ خَذُولٗا ٢٩﴾ [الفرقان: 27- 29]. وهي عامةٌ في كل من صاحب
الظلمة فأضلوه عن سبيل الله، فإنه سيندم يوم القيامة على مصاحبتهم، وعلى الإعراض
عن طريق الهدى الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم.
الواقعة الثانية: روى البخاري ومسلمٌ
عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله
عليه وسلم وعنده عبد الله بن أبي أمية وأبو جهل، فقال له: «يَا عَمِّ، قُلْ:
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أُحَاجُّ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ»
فَقَالاَ لَهُ: أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فأعاد عليه
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فأعادا، فكان آخِرَ مَا قَالَ: هو عَلَى مِلَّةِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، وَأَبَى أَنْ يَقُولَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، قَالَ:
فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَاللهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ مَا
لَمْ أُنْهَ عَنْكَ» فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن يَسۡتَغۡفِرُواْ
لِلۡمُشۡرِكِينَ وَلَوۡ كَانُوٓاْ أُوْلِي قُرۡبَىٰ﴾ [التوبة: 113] الآية، وأنزل الله
في أبي طالبٍ: ﴿إِنَّكَ
لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ وَهُوَ
أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [القصص: 56] ([1]).
ففي هذه الواقعة
التحذير الشديد من مصاحبة الأشرار وجلساء السوء، وفي يوم القيامة يقول القرين
لقرينه من هذا الصنف: ﴿يَٰلَيۡتَ
بَيۡنِي وَبَيۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَيۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِينُ﴾ [الزخرف: 38].
ألا فانتبهوا يا عباد الله لأنفسكم، وجالسوا أهل البر والتقوى، خالطوا أهل الصلاح والاستقامة، وابتعدوا وأبعدوا أولادكم عن مخالطة الأشرار ومصاحبة الفجار، خصوصًا في هذا الزمن الذي قل فيه
([1]) أخرجه: البخاري رقم (3671)