وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتوفير اللحية
وإحفاء الشوارب، ففي الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله
عليه وسلم قال: «وَفِّرُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ» ([1])، فتمسكوا -أيها
المسلمون- بهدي نبيكم صلى الله عليه وسلم فهو خيرٌ لكم في الدنيا والآخرة.
يا من تحلقون لحاكم،
وتوفرون شواربكم، اعلموا أنكم قد عصيتم نبيكم صلى الله عليه وسلم، فبادروا
بالتوبة، فالرجوع إلى الحق خيرٌ من التمادي في الباطل. إنكم ربما تنظرون إلى أناس
يحلقون لحاهم فتريدون مجاراتهم، وهذا استسلامٌ للهوى، وضعفٌ في الإيمان، لأن الذي
يجب الاقتداء به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه سنته في اللحية واضحةٌ وضوح
الشمس، فلا عذر لمن تركها، ربما يظن بعض الناس أن قضية توفير اللحية أو حلقها من
الأمور العادية التي يتبع فيها عادة الناس، وهذا ظنٌ باطلٌ؛ لأن النبي صلى الله
عليه وسلم أمر بتوفير اللحى، وأمره واجب الامتثال وإن خالفه عادات الناس، وإن
التمسك بالسنة مع كثرة المخالفين لها دليلٌ على صدق الإيمان، وقوة العزيمة، وشهامة
الرجولة، ومن استبانت له سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن له أن يدعها لأجل
الناس.
ومن أنواع التشبه بالكفار: ما ابتلى به كثيرٌ من شباب المسلمين من إبقاء الشعور، وإطالة الأظافر وغيرها تقليدًا لسفلة العالم المسمين الهبيين والخنافس، وجماعةٌ من الشباب ابتلوا بالميوعة، وتقليد النساء في النعومة، ولبس خواتم الذهب المحرمة، والتحلي بالسلاسل وغيرها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5553)، ومسلم رقم (259).