فيا شباب المسلمين: لا يجرفنكم سيل
المدنية الحديثة الخبيثة، ولا يصرفنكم الشيطان عن صفات الرجولة والشجاعة، لا
تتشبهوا بالنساء في تصفيف الشعور وتنسيق الثياب، إنه لا يبالغ في الزينة بجسمه
وثوبه ومركوبه وفراشه إلا مترفٌ لينٌ، لأن الرجل خشنٌ بطبعه، وكلما تلين خفت
رجولته، ونقصت ذكورته، وعجز عن الكفاح والقيام بما خلق له في معترك الحياة، فرجل
العمل لا يشغل وقته بما أصيب به كثيرٌ من شباب اليوم الذين لا يخرجون إلى أعمالهم
-إن كانت لهم أعمالٌ- إلا بعد أن يمضي ساعة أمام المرآة، يخلي وجه من اللحية،
ويسرح شاربه وشعر رأسه، فيالله! أين الرجولة والشهامة؟! وأين الدين والاستقامة؟!
ومن لنا بشباب الصحابة الذين هم عُبَّادٌ في الليل، أسودٌ في النهار؟!
أيها الشباب، خلقتم لتخلفوا آباءكم
في الذود عن الدين، والجهاد في سبيل الله، والحفاظ على المحارم، وحماية الذمار،
والدفاع عن الديار، فكونوا خير خلفٍ لخير سلفٍ، وتسلموا مسئوليتكم بقوةٍ، فلستم
كشباب الكفار الضائع الذي لا دين له يدافع عنه ولا عرض له يصونه، ولا كرامة يحافظ
عليها.
ومن أنواع التشبه
بالكفار: ما ابتلي به كثيرٌ من نساء المسلمين من التشبه بالكافرات في لباسهن
وسمتهن، فيلبسن ثيابًا لا تسترهن، إما لقصرها بحيث تظهر السيقان والأذرع والأعضاء
والنحور والصدور، أو ثيابًا ضيقةً تصف حجم الجسم وتقاطيعه وتظهر مفاتنه. يضاف إلى
ذلك التساهل في كشف الوجوه، أو سترها بساترٍ خفيف لا يخفي لونها ولا يستر جلدها،
وكذلك ما يفعلن برؤوسهن، من جمع شعورهن