حقيقته، بالمظهر
اللائق، حتى يكون قدوة صالحة لغيره. إن كثيرًا ممن يذهبون إلى تلك البلاد يشوهون
الإسلام بأفعالهم وتصرفاتهم، يشوهونه عند من لا يعرف حقيقته، ويصدون عنه من يتطلع
إليه ويريد الدخول فيه، فحينما يرى تصرفات هؤلاء ينفر عن الإسلام، ظنًا منه أنهم
يمثلونه.
أيها المسلمون: إن بلاد الكفار فيها
من مظاهر الحضارة الزائفة ودواعي الفتنة ما يخدع ضعاف الإيمان، فتعظم تلك البلاد
وأهلها في صدورهم، وتهون في أنظارهم بلاد الإسلام، ويحتقرون المسلمين، لأنهم
ينظرون إلى المظاهر، ولا ينظرون إلى الحقائق، فبلاد الكفر وإن كانت تكسى بالمظاهر
البراقة الخادعة، إلا أن أهلها يفقدون أعز شيء، وهو الدين الصحيح الذي به تطمئن
قلوبهم، وتزكو به نفوسهم، وتصان به أعراضهم، وتحقن به دماؤهم، وتحفظ به أموالهم،
إنهم يفقدون كل تلك المقومات، فماذا تفيدهم تلك المظاهر الخادعة؟ عقائدهم باطلة،
وأعراضهم ضائعة، وأسرهم متفككة، فماذا يفيد جمال البنيان مع فساد الإنسان؟
أيها المسلمون: إن أعداءكم يخططون الخطط لسلب أموالكم، وإفساد دينكم، والقضاء عليكم، قال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ﴾ [البقرة: 109]، وقال تعالى: ﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 105]، وقال تعالى: ﴿وَلَا يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ ٱسۡتَطَٰعُواْۚ﴾ [البقرة: 217]، وقال تعالى: ﴿وَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، إنكم إذا سافرتم إليهم في بلادهم تمكنوا من إغوائكم