وإغرائكم بشتى الوسائل، حتى يسلبوكم دينكم، أو يضعفوه في نفوسكم، إنهم بثوا دعوة لشباب المسلمين في الصحف، أعلنوا لهم فيها عن تسهيل رحلاتٍ سياحية إلى بلادهم، ووعدوهم أن يبذلوا لهم كثيرًا من المغريات، وغرضهم من ذلك إفساد هؤلاء الشباب، وإغراقهم في بحار الشهوات البهيمية، حتى يرجعوا إلى بلاد المسلمين معاول هدم وتخريب، فيتمكن هؤلاء الكفار من القضاء على المسلمين بأيدي أولادهم.
أيها المسلمون: إنه لمن المحزن أن أصبح السفر إلى بلاد الكفار موضع افتخار بعض المخدوعين من المسلمين، فيفتخر أحدهم بأنه ابتعث أو سيبتعث إلى أمريكا، أو أن له ولدًا يدرس في أمريكا أو في لندن أو فرنسا، إنه يفتخر بذلك دون تفكير في العواقب أو تقدير للنتائج، ودون تحسب لتلك الأخطار التي تهدد دينه.
وبعض المسلمين يسافرون بعوائلهم للمصيف هناك أو للسياحة، دون اعتبار لحكم الشرع في ذلك السفر هل يجوز أو لا؟ ثم إذا ذهبوا هناك ذابت شخصيتهم مع الكفار، فلبسوا لباسهم، واقتدوا بأخلاقهم، حتى نساؤهم يخلعن لباس الستر، ويلبسن لباس الكافرات، وإذا كان هذا تحول الظاهر فما بالك بتحول الباطن؟
إن المسلم مطلوبٌ منه أن يتقي الله في أي مكان، وأن يتمسك بدينه، ولا يخاف في الله لومة لائم، لماذا يعطي الدنيَّة في دينه؟ إنه دين العزة والكرامة والشرف في الدنيا والآخرة ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [المنافقون: 8]، وإن أخلاق الكفار وتقاليدهم ذلةٌ ومهانةٌ ونقصٌ، فكيف يستبدل المسلم الذي هو أدنى بالذي هو خيرٌ؟ كيف يتنازل من عليائه إلى الحضيض؟