فقال سبحانه: ﴿وَمِنۡهُم مَّنۡ إِن تَأۡمَنۡهُ بِدِينَارٖ لَّا يُؤَدِّهِۦٓ إِلَيۡكَ إِلَّا مَا دُمۡتَ عَلَيۡهِ قَآئِمٗاۗ﴾ [آل عمران: 75]، كما أخبر صلى الله عليه
وسلم أن الخيانة في الأمانة من صفات المنافقين، حيث يقول: «آيَةُ الْمُنَافِقِ
ثَلاَثٌ؛ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ
خَانَ» ([1]).
إن الخيانة في
الأمانة ظلمٌ، وإن الظالم نادم عما قليل، ﴿وَأَنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي كَيۡدَ ٱلۡخَآئِنِينَ﴾ [يوسف: 52]، قال صلى الله عليه
وسلم: «لَتُؤَدَّنَّ الْحُقُوقُ إِلَى أَهْلِهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى
يُقَادَ لِلشَّاةِ الْجَلْحَاءِ مِنَ الشَّاةِ الْقَرْنَاءِ» ([2])، وروى ابن جرير
بسنده عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الْقَتْلُ
فِي سَبِيلِ اللهِ يُكَفِّرُ الذُّنُوبَ كُلَّهَا -أَوْ قَالَ: يُكَفِّرُ كُلَّ
شَيْءٍ- إِلاَّ الأَْمَانَةَ، يُؤْتَى بِصَاحِبِ الأَْمَانَةِ فَيُقَالُ لَهُ:
أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدْ ذَهَبَتِ الدُّنْيَا،
فَيُقَالُ لَهُ: أَدِّ أَمَانَتَكَ، فَيَقُولُ: أَنَّى يَا رَبِّ وَقَدْ ذَهَبَتِ
الدُّنْيَا، فَيَقُول: اذْهَبُوا بِهِ إِلَى أُمِّه الْهَاوِيَةِ، فَيُذْهَبُ بِهِ
إِلَى الْهَاوِيَةِ، فَيَهْوِي فِيهَا حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى قَعْرِهَا،
فَيَجِدُهَا هُنَاكَ كَهَيْئَتِهَا، فَيَحْمِلُهَا فَيَضَعُهَا عَلَى عَاتِقِهِ
فَيَصْعَدُ بِهَا إِلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ، حَتَّى إِذَا رَأَى أَنَّهُ قَدْ
خَرَجَ هَوتْ، فَهَوَى فِي أَثَرِهَا أَبَدَ الآْبِدِينَ» قَال: «وَالأَْمَانَةُ
فِي الصَّلاَةِ، وَالأَْمَانَةُ فِي الصَّوْمِ، وَالأَْمَانَةُ فِي الوضوء،
وَالأَْمَانَةُ فِي الْحَدِيثِ، وَأَشَدُّ ذَلِكَ الْوَدَائِعُ» ([3]).
إن رعاية الأمانات من صفات المؤمنين الذين وعدهم الله وراثة الفردوس والإكرام في الجنات، قال الله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ هُمۡ لِأَمَٰنَٰتِهِمۡ