ويقول صلى الله عليه
وسلم: «الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ -أي حاسبها- وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ
الْمَوْتِ، وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا، وَتَمَنَّى عَلَى اللهِ
الأَْمَانِي» ([1])،. ﴿أَمۡ حَسِبۡتُمۡ أَن
تَدۡخُلُواْ ٱلۡجَنَّةَ وَلَمَّا يَعۡلَمِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ جَٰهَدُواْ مِنكُمۡ
وَيَعۡلَمَ ٱلصَّٰبِرِينَ﴾ [آل عمران: 142].
عباد الله: إن لكل عامل جزاء،
ولكل مفرط ندامة، ولكل شيء في هذه الدنيا نهاية. وكل ما هو آت قريبٌ. ولكل أجل
كتابٌ، وقد أعطيت -يا ابن آدم- إمكانيات تستطيع بها أن تعمل لنفسك في دنياك ما
ينفعك في آخرتك، وإن هذه الإمكانيات يوشك أن تسلب منك عما قريب، فلا تستطيع حينئذ
العمل، فاحذر من التسويف والجري وراء الأماني الكاذبة والآمال الخادعة، وانتهز
ساعتك التي أنت فيها للعمل للآخرة، قال صلى الله عليه وسلم: «بَادِرُوا
بِالأَْعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلاَّ فَقْرًا مُنْسيًا، أَوْ غِنًى
مُطْغيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفندًا، أَوْ مَوْتً مُجْهِزًا،
أَوِ الدَّجَّالِ، فَشَرُّ غَائِبٌ يُنْتَظَرُ، أَوِ السَّاعَةِ، فَالسَّاعَةُ
أَدْهَى وَأَمَرُّ» ([2])، رواه الترمذي.
إنها كلمات جامعة،
ووصايا نافعة، كل كلمة منها تحمل نذارة وتحذيرًا من خطر محقق، إن لم يتداركه
الإنسان وقع فيه.
إنه صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يأمرنا بالمبادرة بالعمل الصالح قبل أن تحول بيننا وبينه القواطع المانعة، وهي قواطع وموانع كثيرة، إن سلم الإنسان من واحدةٍ منها، لم يسلم من بقيتها، لأنه في هذه الدنيا معرضٌ للآفات.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2459)، وابن ماجه رقم (4260)، وأحمد رقم (17123).