عباد الله: والعلم إنما يتلقى
ويؤخذ عن العلماء الثقات؛ قال صلى الله عليه وسلم: «يَحْمِلُ هَذَا الْعِلْمَ
مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ» ([1])، وقال صلى الله
عليه وسلم: «وَإِنَّ الْعُلَمَاءَ وَرَثَةُ الأَْنْبِيَاءِ» ([2])، فالعلماء يقومون
مقام الأنبياء بتعليم العلم وتبليغه للناس، ويجب على الناس أن يتعلموا منهم
ويتقبلوا إرشاداتهم وتعليماتهم. وإننا -مع الأسف الشديد- في هذا الزمان نرى أناسًا
-خصوصًا الشباب- قد اعتزلوا العلماء الثقات من علماء البلاد، ونفروا منهم، وأخذوا
يتعلمون على أيدي جهَّال لا يدركون من العلم شيئًا، أو ربما يتعلمون على أيدي أناس
لا يعرفون بالثقة والأصالة في المعتقد، وربما يكونون ضُلاَّلاً يُلقِّنونَهم
الضَّلاَلاَت والبدع، وهذا فيه خطورة عظيمة على الدين وعلى المجتمع، وقال بعض
السلف: «إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ»،
وعن أبي أمية الجمحي رضي الله عنه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن
الساعة فقال: «مِنْ أَشْرَاطِهَا ثَلاَثٌ: إِحْدَاهُنَّ الْتِمَاسُ الْعِلْمِ
عِنْدَ الأَْصَاغِرِ» ([3]).
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «لاَ يَزَالُ النَّاسُ مُشْتَمِلِينَ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَمِنْ أَكَابِرِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ قِبَلِ أَصَاغِرِهِمْ وَتَفَرَّقَتْ أَهْوَاؤُهُمْ هَلَكُوا»، وفي رواية، «لاَ يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ مِنْ عُلَمَائِهِمْ وَكُبَرَائِهِمْ وَذَوِي أَسْنَانِهِمْ، فَإِذَا أَتَاهُمُ الْعِلْمُ عَنْ صِغَارِهِمْ وَسُفَهَائِهِمْ، فَقَدْ هَلَكُوا» ([4]).
([1]) أخرجه: البيهقي رقم (20700)، والطبراني في ((الشاميين)) رقم (599).