غيرها، والتقوى فعل
أمر الله، وترك مناهيه.
كما نبه سبحانه
باللباس الدنيوي على اللباس الأخروي، في قوله: ﴿يَٰبَنِيٓ ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ مِنۡ ءَايَٰتِ
ٱللَّهِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ﴾ [الأعراف: 26].
فهناك تلازم بين أمر
الله باللباس الحسي لستر العورات وللزينة، وبين أمر الله بالتقوى، كلاهما لباسٌ؛
هذا يستر عورات الجسم ويزينه، وهذا يستر عورات القلب ويزينه.
فيا من تُعِدُّ
الطعام والشراب لسفر الدنيا، تذكر السفر إلى الدار الآخرة، الذي لا تدري أي لحظةٍ
يحين موعده! فأعد له زادًا يكفي، إن زاده ليس الطعام والشراب، ولكنه التقوى، فاتق
الله، وأكثر من الأعمال الصالحة، وتجنب ما يفسدها أو يتلفها من الظلم والمعاصي.
يا من تركب المراكب
الفاخرة المريحة، تذكر نعمة الله عليك حيث سخرها لك فلا تعصه، وتذكر ركوب النعش
إلى القبور، الذي لا تدري في أي ساعةٍ تُحمل عليه، فأعد لذلك عدته، واحسب له
حسابه، ولا يغب عن بالك.
يا من يلبس اللباس
الجميل من الثياب، تذكر أن هناك لباسًا أجمل منه، وأنت أحوج إليه، وما لم تلبسه
فأنت عريانٌ! ذلك هو لباس التقوى، فاحرص على تحصيل هذا اللباس، وهو يسير الحصول
لمن يسره الله عليه «تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتجتنب ما نهاك عنه».
أيها الإخوة: إن كثيرًا من الناس ينتظرون الاختبار الدراسي، الذي شغل أفكارهم، واستغرق الاستعداد له كثيرًا من أوقاتهم، فالطلاب يستذكرون دروسهم، ويستعرضونها بدقةٍ، ويتحرون مواقع الأسئلة فيها،