المؤمن عن ذلك مال وولد، وأن من ألهاه ذلك عن
ذكر الله فهو من الخاسرين.
وقد صح عن رسول الله
صلى الله عليه وسلم أنه كان يذكر الله على كل أحيانه، في حال قيامه ومشيه وقعوده واضطجاعه،
سواء كان على طهارة أو على حدث.
والإكثار من ذكر
الله حصن من الشيطان، فإن العبد لا يحرز نفسه منه إلا بذكر الله، ولا يدخل
عليه الشيطان إلا من باب الغفلة عن ذكر الله، فهو يرصده، فإن غفل وثب عليه
وافترسه، وإذا ذكر الله «أنخس» ([1]) خنس، ولهذا سمي
الوسواس الخناس؛ أي: يوسوس في الصدور، فإذا ذكر الله تعالى خنس؛ أي: كف وانقبض.
والإكثار من ذكر
الله تحيا به القلوب وتطمئن، قال تعالى: ﴿أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]، وقال صلى الله
عليه وسلم: «مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لاَ يَذْكُرُ رَبَّهُ
مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ» ([2]).
ومن ذكر الله ذكره الله تعالى، قال تعالى: ﴿فَٱذۡكُرُونِيٓ أَذۡكُرۡكُمۡ﴾ [البقرة: 152]، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَقُولُ اللهُ: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ» ([3]).
([1]) استبدال من طبعة دار المعارف.