ومن المخاطر التي
ارتكبها شاهد الزور أنه ظلم المشهود له، حيث ساق إليه بموجب شهادته حق غيره ظلمًا
وعدوانًا، فباع دينه بدنيا غيره، وظلم الناس للناس.
«ومن المخاطر التي وقع
فيها شاهد الزور: أنه استباح ما حرم الله من الكذب وأموال الناس ودمائهم وأعراضهم،
فاستباح محرمات كثيرة» ([1]).
يا شاهد الزور، لقد
ظلمت نفسك، وظلمت الناس للناس، وبعت دينك بدنيا غيرك. إن شاهد الزور من الذين
يفسدون في الأرض ولا يصلحون، شاهد الزور خائن يقلب بشهادته الحق باطلاً والباطل
حقًا، شاهد الزور يغرر بالحكام، ويفسد الأحكام، ويساعد أهل الإجرام، كم خرَّبت
شهادة الزور من بيوت عامرة، وضيعت حقوقًا واضحة، وأزهقت أرواحًا بريئة، كم فرقت
بين المرء وزوجه، كم منعت صاحب الحق من حقه، وجرأت المفسدين على الفساد.
عباد الله، وفي وقتنا هذا قد
كثر التساهل في الشهادة، خصوصًا في مجال التزكيات، فإذا طلب تزكية شخص يبادر
الكثير إلى تزكيته، دون علم منهم بحاله وسلوكه، ودون اعتبار لما يترتب على هذه
التزكية من مخاطر، فقد يتولى هذا الشخص المزكى منصبًا يسيء فيه إلى المسلمين، أو
يستغل هذه التزكية للتغرير بالمسلمين وأخذ ما لا يستحق.
ومن التساهل في الشهادة الشهادة لشخص أنه يستحق من مال الدولة كذا وكذا، والواقع خلاف ذلك، كما إذا وضعت الحكومة
([1]) سقط من طبعة دار المعارف.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد