مساعدات للفقراء والمحتاجين، وهو ما يعرف
بالضمان الاجتماعي، فشهد شاهد أن هذا الشخص محتاج ومستحق، وهو ليس كذلك، فهذه
الشهادات من الزور الذي حرمه الله ورسوله.
عباد الله، إن شهادة
الزور تفسد المجتمعات، وتحول دون تنفيذ أحكام الله، وتغرر بالقضاة والمفتين، وتفسد
الدنيا والدين، فيجب على ولاة الأمور أن يعاقبوا شاهد الزور بالعقوبة الرادعة،
ويشهروا أمره حتى يعرفه الناس ويحذروه ولا يثقوا به.
عباد الله، ومن كانت عنده
لأخيه شهادة بحق، وجب عليه أداؤها عند الحاجة إليها، قال تعالى:﴿وَلَا تَكۡتُمُواْ
ٱلشَّهَٰدَةَۚ وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ قَلۡبُهُۥ﴾ [البقرة: 283]، أي إذا دعيتم إلى إقامتها، فلا تخفوها، بل أظهروها،
قال ابن عباس رضي الله عنهما: شهادة الزور من أكبر الكبائر، وكتمانها كذلك.
وقد قال تعالى:﴿وَمَن يَكۡتُمۡهَا
فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ قَلۡبُهُۥ﴾ [البقرة: 283]، أي فاجر قلبه. وقد قيل: ما أوعد الله على شيء
كإيعاده على كتمان الشهادة، قال:﴿وَمَن يَكۡتُمۡهَا فَإِنَّهُۥٓ ءَاثِمٞ قَلۡبُهُۥۗ وَٱللَّهُ بِمَا
تَعۡمَلُونَ عَلِيمٞ﴾ [البقرة: 283]، أراد به مسخ
القلب، وخص القلب، لأنه موضع العلم والشهادة، وقال تعالى: ﴿وَلَا نَكۡتُمُ شَهَٰدَةَ ٱللَّهِ إِنَّآ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡأٓثِمِينَ﴾ [المائدة: 106]، فقد أضاف الشهادة إلى الله
تشريفًا لها وتعظيمًا لأمرها، لأنها تفرز الحقوق، وتبين الحق من الباطل.
عباد الله، ولا يجوز للإنسان أن يتحمل شهادة على جور أو أمر محرم، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ﴾ [المائدة: 8]، أي: كونوا قوامين بالحق لله عز وجل، لا لأجل الرياء