عذاب أليم. وانظر
كيف قرنه بالزاني والمستكبر؛ مما يدل على عظم جريمته، نعوذ بالله من غضبه وعقابه.
أيها المسلمون، وقد يتساهل بعض
الناس -أو كثير منهم- بالأيمان في مجال الخصومات والتقاضي، فيحلف الخصم ليكسب
القضية ويتغلب على خصمه بالباطل، دون مبالاة بحرمة اليمين، والجرأة على رب
العالمين...
واسمعوا ما ورد في
حق هذا من الوعيد الشديد، قال الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ
ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ
وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77].
وروى الإمام أحمد
والنسائي: أن رجلاً من كندة، يقال له امرؤ القيس، خاصم رجلاً من حضرموت إلى رسول
الله صلى الله عليه وسلم في أرض، فقضى على الحضرمي بالبيّنة، فلم يكن له بينة،
فقضى على امرئ القيس باليمين، فقال الحضرمي: أمكنته من اليمين يا رسول الله؟ ذهبت
ورب الكعبة أرضي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ
كَاذِبَةٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ أحد لَقِيَ اللهَ عز وجل وَهُوَ عَلَيْهِ
غَضْبَانُ» ([1])
وتلا رسول الله صلى
الله عليه وسلم: ﴿إِنَّ
ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا﴾ الآية [آل عمران: 77].
وروى الإمام مسلم في صحيحه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنِ اقْتَطَعَ حَقَّ امْرِئٍ مُسْلِمٍ بِيَمِينِهِ، فَقَدْ أَوْجَبَ اللهُ لَهُ النَّارَ وَحَرَّمَ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ»، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6283).