كذبًا أو يقيم شهادة
زور؛ ليستولي على مال غيره بغير حق، وهو يسمع قول الله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَذَرُواْ مَا
بَقِيَ مِنَ ٱلرِّبَوٰٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ ٢٧٨ فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ فَأۡذَنُواْ بِحَرۡبٖ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَإِن تُبۡتُمۡ فَلَكُمۡ رُءُوسُ
أَمۡوَٰلِكُمۡ لَا تَظۡلِمُونَ وَلَا تُظۡلَمُونَ ٢٧٩﴾ [البقرة: 278، 279]، وقول الله تعالى:﴿وَلَا تَأۡكُلُوٓاْ
أَمۡوَٰلَكُم بَيۡنَكُم بِٱلۡبَٰطِلِ﴾ [البقرة: 188]، وقوله: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا
يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا
يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77].
كثيرٌ من الناس
استولى عليه حب الدنيا وإيثارها على الآخرة، حتى شغل كل أوقاته بجمعها، ولم يبق
وقتًا لآخرته، فالصلوات المفروضة يؤخرها عن أوقاتها، أو لا يحضرها مع الجماعة،
وحتى في أثناء صلاته يكون قلبه منصرفًا إلى الدنيا يفكر فيها، ويعدد ماله، ويتفقد
حسابه، ويتذكر ما نسي من معاملاته في صلاته.
كثيرٌ من الناس حمله
إيثار الدنيا على الآخرة على البخل والشح بالنفقات الواجبة والمستحبة، حتى بخل
بالزكاة التي هي ركنٌ من أركان الإسلام، واسمعوا إلى هذه القصة في هذا الجنس من
الناس:
روى ابن جرير وابن أبي حاتم: أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري، قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم ادع الله أن يرزقني مالاً، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَيْحَكَ يَا ثَعْلَبَةُ، قَلِيلٌ تُؤَدِّي شُكْرَهُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ لاَ تُطِيقُهُ» قال: ثم قال مرة أخرى، فقال: «أَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ نبي اللهِ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ شِئْتُ أَنْ تَسِيرَ مَعِيَ الْجِبَالُ ذَهَبًا وَفِضَّةً لَسَارَتْ» قال: وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَئِنْ دَعَوْتَ اللَّهَ فَرَزَقَنِي مَالاً لَأُعْطِيَنَّ كُلَّ ذِي حَقٍّ