المسألة الثالثة: أن وجود الصورة في
البيت يمنع من دخول ملائكة الرحمة فيه، وفي عدم دخول ملائكة الرحمن في البيت
خسارةٌ عظيمةُ لأهله، وذلك عقوبةٌ لهم.
المسألة الرابعة: تحريم تعليق الصور على الجدران، سواء علقت الصورة وحدها أو كانت في ستارة، وبعض الناس يعلقون صور الملوك والرؤساء في بيوتهم، أو في مكاتبهم، وهذا من أعظم الظلم والمحادة لله ولرسوله، فقد سمعتم أن الرسول صلى الله عليه وسلم امتنع من دخول البيت، وغضب غضبًا شديدًا لما رأى الصور في الستر الذي علقته عائشة رضي الله عنها، وكذلك بعض الناس يعلق صورة نفسه أو صور أولاده أو أصدقائه في بيته أو دكانه، ويقول: هذه صورٌ تذكارية، وبعض الناس يزين جدران بيته بالصور، فيكسوها بالمصورات، وكل ذلك مما نهى عنه ورسوله، بل ذلك أشد أنواع استعمال الصور؛ لأنه وسيلة إلى الشرك، وهو يشبه فعل النصارى في كنائسهم، حيث يصورون في جدرانها التصاوير، وأول شرك حدث في الأرض كان بسبب التصوير وتعليق الصور، فقد روى البخاري وغيره: أنه كان في قوم نوح رجال صالحون، فماتوا في عام واحد، فحزن عليهم قومهم أشد الحزن، فجاءهم الشيطان وقال لهم: صوروا صورهم، وانصبوها على مجالسهم، حتى إذا رأيتم صورهم تذكرونهم، وتنشطون على العبادة، ففعلوا ما أشار عليهم به من نصب صور أولئك الصالحين، واستمرت تلك الصور منصوبة مدة من الزمان، حتى جاء جيل الصالحين، واستمرت تلك الصور منصوبة مدة من الزمان، حتى جاء جيل متأخر فقال لهم الشيطان: إن آباءكم ما نصبوا هذه الصور إلا ليعبدوها، وأشار عليهم بعبادتهم، فقبلوا مشورته،