×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

ومن فوائد الزواج: حصول التعاون بين الرجل والمرأة على مهمات الحياة، فالمرأة تجد في الرجل القوامة عليها بطلب الرزق لها والإنفاق عليها، وتولي شؤونها التي لا تستطيع القيام بها بحكم أنوثتها وضعفها، والرجل يجد في المرأة ما يكفيه متاعب البيت وتربية الأطفال.

وبالجملة: فليس المقصود بالزواج قضاء الشهوة فحسب، بل هو أسمى من ذلك، فهو علاقة حب ومودة وأنس، علاقة تآلف بين القلوب، علاقة بناء للأسرة، بل بناء للمجتمع بأسره، إنه هدف جليل ومقصد نبيل.

أيها المسلمون، من أجل هذه المصالح وغيرها رغب الشرع في الزواج، وحث على تيسيره وتسهيل طريقه، ونهى عن كل ما يقف في طريقه، أو يعوق مسيرته، أو يعكر صفوه، ولكن الناس بتصرفاتهم السيئة وبما تمليه عليه شياطين الإنس والجن، وضعوا في طريق الزواج عراقيل ومعوقات كثيرة، حتى أصبح في زماننا هذا من أصعب الأمور، بل هو أصعب الأمور، ومن هذه المعوقات:

أولاً: عضل النساء؛ أي: منع المرأة من الزواج بكفئها، فإذا تقدم لها خاطب كفء منعت منه، إما من قبل وليها، أو لتدخل قصار النظر من النساء والسفهاء، بحجج فاسدة، كأن يقولوا: هذا كبير السن، هذا فقير، هذا متدين متشدد، إلى غير ذلك. وما آفته عندهم في الحقيقة إلا أنه لا يوافق مزاج هؤلاء السفهاء، ويوم يتولى السفهاء زمام أمر النساء تضيع المسئولية، وتهدر المصالح، ويفسد الأمر. إنه يجب على ولي المرأة الرشيد الحازم، إذا اقتنع من صلاحية الخاطب، ورضيته


الشرح