البيت في هذه الحالة أن يدفع هذا الصائل الخائن،
ولو أدى ذلك إلى فقء عينيه وإتلافها، ولا ضمان عليه في ذلك.
فانظروا يا عباد
الله، العين التي إذا جني عليها بغير حق، وجب فيها القصاص أو نصف الدية، تذهب
هدرًا إذا تعدت في النظر إلى حرمات الآخرين؛ لأنها آثمة ظالمة، مما يدلكم على عظم
حرمة المسلم.
ومثل النظر:
الاستماع، فلا يجوز للإنسان أن يستمع إلى أسرار الناس التي يسرونها فيما بينهم،
ولم يبيتوا فيها أذية لأحد أو ظلمًا لمسلم.
عباد الله، ومن أذية المسلمين: خديعتهم في معاملاتهم وغشهم في بيعهم وشرائهم، فمن حق المسلم على المسلم أن يصدقه، وينصح له إذا استنصحه، وأن يحب له ما يحب لنفسه، وليس من الدين في شيء غش المسلمين وخيانتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنَّا» ([1])، لكن مع الأسف صار الغش اليوم عند كثير من الناس هو التجارة الرابحة والطريقة الناجحة، حتى إن الذي لا يحسن الغش ولا يتقن المكر، لا يصلح للبيع والشراء في هذا الزمان، وكأن البيع والشراء أصبح وسيلة لسلب أموال الناس ونهبها، فبدل أن كانت تسلب الأموال بالقوة والقهر، صارت الآن تسلب بالحيلة وتحت شعار المعاملة، فالمعيب يباع بثمن السليم، والرخيص يباع بثمن الغالي، والرديء يباع بثمن الجيد، والناقص في مقداره يباع بصورة الوافي.
([1])أخرجه: مسلم رقم (102).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد