×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

 وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشَّهَوَاتِ التي فِي بُطُونِكُمْ، وَفُرُوجِكُمْ، وَمضلات الْهَوَى» ([1]).

وفى مسند البزار وغيره عن فاطمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «شِرارُ أُمَّتِي الَّذِين غُذُّوا بِالنِّعَمِ، يَأكُلُون أَلوان الطَّعامِ، ويَلبَسُون أَلوان الثِّيابِ، ويَتَشَدَّقُون فِي الكَلامِ» ([2]).

ومن الإسراف المذموم: التباهي في الملابس الفاخرة، والسيارات الفخمة، «والبيوت المزخرفة، والمبالغة في إقامة الحفلات والولائم بالتكاليف الباهظة» ([3]). كل ذلك -عباد الله- من الإسراف والتبذير والتخوض في مال الله بغير حق، وستسألون عنه يوم القيامة سؤال حساب وعقاب، مع ما فيه من الضرر العاجل في الدنيا، فإن الإغراق في الملذّات والإكثار من تناول المشتهيات والتوسع في مطالب الحياة، وكثرة الراحة واستعمال الرقيق من الثياب والفرش والمراكب مما تزخر به حياة الناس اليوم، إن ذلك كله من الترف المذموم، فقد ذم الله المترفين، وبين مفاسد الترف في كتابه المبين، فأخبر أن المترفين هم أعداء الرسل، قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا فِي قَرۡيَةٖ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتۡرَفُوهَآ إِنَّا بِمَآ أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ كَٰفِرُونَ [سبأ: 34] وأخبر أن الترف هو سبب هلاك الأمم، قال تعالى: ﴿وَإِذَآ أَرَدۡنَآ أَن نُّهۡلِكَ قَرۡيَةً أَمَرۡنَا مُتۡرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيۡهَا ٱلۡقَوۡلُ فَدَمَّرۡنَٰهَا تَدۡمِيرٗا [الإسراء: 16].


الشرح

([1])أخرجه: أحمد رقم (19803)، والطبراني في ((الصغير)) رقم (511).

([2])  أخرجه: الطبراني في ((الكبير)) رقم (7512)، والبيهقي في ((الشعب)) رقم (5669).

([3])سقط من طبعة دار المعارف