×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

وأخبر سبحانه أن المترفين يعملون على نشر الفساد في الأرض، ويقاومون الإصلاح، قال تعالى: ﴿فَلَوۡلَا كَانَ مِنَ ٱلۡقُرُونِ مِن قَبۡلِكُمۡ أُوْلُواْ بَقِيَّةٖ يَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡفَسَادِ فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا قَلِيلٗا مِّمَّنۡ أَنجَيۡنَا مِنۡهُمۡۗ وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجۡرِمِينَ [هود: 116].

قال ابن كثير رحمه الله: قوله تعالى: ﴿وَٱتَّبَعَ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مَآ أُتۡرِفُواْ فِيهِ [هود: 116] استمروا على ما هم فيه من المعاصي والمنكرات، ولم يلتفتوا إلى إنكار أولئك، حتى فجأهم العذاب.

وأخبر الله أن الترف من الأسباب التي توجب دخول النار، قال تعالى: ﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلشِّمَالِ ٤١  فِي سَمُومٖ وَحَمِيمٖ ٤٢  وَظِلّٖ مِّن يَحۡمُومٖ ٤٣  لَّا بَارِدٖ وَلَا كَرِيمٍ ٤   إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُتۡرَفِينَ ٤ [الواقعة: 41- 45]، قال ابن كثير رحمه الله ﴿إِنَّهُمۡ كَانُواْ قَبۡلَ ذَٰلِكَ مُتۡرَفِينَ [الواقعة: 45]، أي: كانوا في الدار الدنيا منعمين مقبلين على لذات أنفسهم.

فما ورد ذكر الترف في القرآن الكريم إلا وهو يحمل الذم والتحذير منه، وما ذاك إلا لما يشتمل عليه الترف من مفاسد:

منها: أنه يقضي على الرجولة والشهامة، التي هي من مقومات الجهاد ومواجهة الصعوبات، ويحل محلها النعومة والكسل والاسترخاء، والميل إلى الراحة والبطالة، وبهذا تفقد الأمة قوتها، ويتغلب عليها أعداؤها، وتسقط هيبتها، ومن ثم قيل: «الترف زمانه الأمم» أي: مرض الأمم المزمن.

ومن مفاسد الترف: أنه يهدم الصحة، ويضعف الجسم،ويعرضه للإصابة بالأمراض الخطيرة، فإن المزيد من الرفاهية، وقلة الحركة، واستخدام السيارات والطائرات، واستخدام المصاعد في البيوت


الشرح