المعارك وهم مغتبطون بذلك فخورون، بل تركوا من أجله الديار والأموال وهاجروا فرارًا به مخافة أن يُخْدَشَ أو يُدَنَّسَ، يبتغون فضلاً من الله ورضوانًا وينصرون الله ورسوله. وما ذلكم إلا لما عرفوا في هذا الدين من الخير والسعادة، فتأصل حبه في قلوبهم حتى صار أحب إليهم من أنفسهم وأولادهم وأموالهم وديارهم، حتى قال قائلهم: إذا عرض بلاء فقدم مالك دون نفسك، فإن تجاوز البلاد فقدم نفسك دون دينك.
عباد الله: فما بال كثير ممن يتسمَّون بالإسلام اليوم وينتسبون إليه، ترخص عليهم تعاليمه عند أدنى طمع، فتراهم يستبدلونها بتعاليم الكفر؟! ما بالهم يرفضون التحاكم إليه ويتحاكمون إلى قوانين الكفر وأنظمته؟! ما بال الكثير من المسلمين يتشبهون بالكفار في زيهم ولباسهم وكلامهم بل حتى في صفة أكلهم، فيحلقون لحاهم ويغذون شواربهم ويرسلون شعور رؤوسهم ويطيلون أظافرهم ويلبسون خواتيم الذهب ويأكلون ويشربون باليد اليسرى؟ ما بال المسلم وابن المسلمين ومن نشأ في بيئة التوحيد وتحت راية لا إله إلا الله محمد رسول الله يذهب إلى بلاد الكفار فيشاركهم في شرب الخمور وأكل لحم الخنزير وفعل البغاء ثم يعود إلينا متنكرًا لديننا وآدابنا الإسلامية، ويحاول أن يحول بلادنا إلى قطعة من البلاد الكافرة التي قدم منها؟! إنه شر وافد وشر رائد لقومه. ذهب ليتعلم التخصصات التي تحتاج إليها بلاده، لكنه عاد بلا دين ولا أخلاق، بل بلا تعلم مفيد، عاد بالقشور والرذائل، بعد أن تنكر للدين والفضائل إن كثيرًا من دول الغرب ممن يتعطشون إلى الإسلام إذا رأوا هؤلاء زهدوا في الإسلام ظنًّا أن هؤلاء يمثلونه فصاروا من الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجًا.