وشرع الله للمسلم إذا عدم الماء أو خاف ضررًا باستعماله أن يتيمم التراب فيمسح بوجهه ويديه بدل الماء؛ قال تعالى ﴿وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ [النساء: 43].
ولما شرع الله سبحانه الجهاد في سبيله بقتال الكفار بالأموال والأنفس راعى أحوال الذين لا يستطيعون ذلك؛ فخفف عنهم وعذرهم؛ قال تعالى: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرۡضَىٰ وَلَا عَلَى ٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِۦۚ مَا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ مِن سَبِيلٖۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 91]، وقال تعالى: ﴿لَّيۡسَ عَلَى ٱلۡأَعۡمَىٰ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡأَعۡرَجِ حَرَجٞ وَلَا عَلَى ٱلۡمَرِيضِ حَرَجٞ﴾ [النور 61]،. إ ([1])لى غير ذلك من الأمثلة الكثيرة لسماحة الإسلام ولأجل ذلك حرم الله الغلو في الدين؛ لأنه يتنافى مع سماحة الإسلام، ويسره، فقد نهى صلى الله عليه وسلم عن أن يشُقَّ الإنسان على نفسه في العبادة، وحث على الاقتصاد فيها؛ فروى الإمام مسلم بسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ» أ ([2])ي: المتشددون. وروى البخاري رحمه الله: أن ثلاثة رهط جاءوا إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أُخْبِرُوا كأنهم تقالوها، فقالوا: أين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم وقد غُفِرَ له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟! قال أحدهم: أَمَّا أنا فإني أصلي الليل أبدًا.
([1]) زيادة من طبعة دار المعارف.