×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الأول

المقصود. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرَّت عيناه وعلا صوته، واشتد غضبه، حتى كأنه منذر جيش يقول: صبَّحكم ومساكم. وهذه هي العناصر المهمة في الخطبة.

وقد ذكر الفقهاء أنه يُسنُّ في خطبتي الجمعة، أن يخطب على منبر؛ لفعله، ولأن ذلك أبلغ في الإعلام وأبلغ في الوعظ حينما يشاهد الحضور الخطيب أمامهم. قال النووي رحمه الله: واتخاذه سنة مجمع عليها. ويُسَنُّ أن يُسَلِّمَ الخطيب على المأمومين إذا أقبل عليهم؛ لقول جابرٍ: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر سلم»([1]).

ويُسَنُّ أن يجلس على المنبر إلى فراغ المؤذن؛ لقول ابن عمر: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ المؤذن، ثم يقوم فيخطب»([2]. رواه أبو داود.

ومن سنن خطبتي الجمعة أن يجلس بينهما؛ لحديث ابن عمر: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين وهو قائم يفصل بينهما بجلوس». متفق عليه. ومن سننهما أن يخطب قائمًا لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ولقوله تعالى: ﴿وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗا [الجمعة: 11]، وعمل المسلمين عليه.

ويُسَنُّ أن يعتمد على عصا ونحوها، ويُسَنُّ أن يقصد تلقاء وجهه؛ لفعله صلى الله عليه وسلم، ولأَنَّ التفاته إلى أحد جانبيه فيه إعراض عن الآخر ومخالفة للسُّنَّة؛ لأنه صلى الله عليه وسلم كان يقصد تلقاء وجهه في الخطبة. ويستقبله الحاضرون بوجوههم؛ لقول ابن مسعود رضي الله عنه: «كان إذا استوى على المنبر استقبلناه بوجوهنا». رواه الترمذي.


الشرح

([1])  أخرجه: ابن ماجه رقم (1109)، والبيهقي رقم (5532).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (1092).