معنى الشهادتين ومقتضاهما
الحمد لله الذي لم
يتخذ ولدًا ولم يكن له شريكٌ في الملك، ولم يكن له ولي من الذل، وكبره تكبيرًا،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وتعالى عما يقول الظالمون والجاحدون
علوًا كبيرًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بين يدي الساعة بشيرًا ونذيرًا،
وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه
إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى
وأطيعوه.
عباد الله: إن الركن الأول من
أركان الإسلام هو الشهادتان: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله.
وهذا الركن هو الأساس الذي تقوم عليه بقية الأركان، وتنبني عليه سائر أحكام الدين،
فإن كان هذا الأساس سليمًا قويًا استقامت سائر الأعمال، وكانت مقبولة عند الله.
وانتفع بها صاحبها، وإن اختل هذا الأساس فسدت سائر الأعمال، وصارت هباءً منثورًا،
وصارت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجد شيئًا، وصارت كرماد
اشتدت به الريح في يوم عاصف، صارت تعبًا على صاحبها في الدنيا وحسرةً وخسارةً يوم القيامة.
عباد الله: إن الشهادتين لهما
معنى ولهما مقتضى، ولا بد للناطق بهما أن يعرف ذلك المعنى، ويعمل بذلك المقتضى،
وإلا فأنه لا ينفعه مجرد التلفظ بهما، فمعنى شهادة أن لا إله إلا الله: الإقرار
بأنه