وانتشار ذلك بين
العوائل صار كأنه من الضروريات التي تقوم عليها البيوت والأسر، جلب الرجال والنساء
الأجانب وخلطهم مع الأسر باسم الخادمين والخادمات أو السائقين، بغض النظر عن
عقائدهم المحرفة وأخلاقهم الفاسدة -إلا من عصم الله- وبغض النظر عما يحصل من
الجرائم الخلقية منهم وبهم، أصبح جلبهم مع هذه المفاسد مجال مفاخرة ومنافسة لدى
المترفين منا، مع ما يعلمونه في ذلك من حصول المفاسد، وما يسمعون من تحذير
الناصحين، فأي عقل ودين عند من يجلب امرأةً أجنبيةً لا محرم معها ويدخلها في بيته
وبين بنيه المراهقين؟ وقد تحصل منه أو منهم الخلوة المحرمة بها، والنبي صلى الله
عليه وسلم يقول: «مَا خَلاَ رَجُلٌ وَامْرَأَةٌ إِلاَّ كَانَ ثَالِثُهُمَا
الشَّيْطَانَ» ([1])، وأي عقل أو دين
فيمن يجلب رجلاً أجنبيًا سائقًا أو خديمًا ويتركه مع محارمه، مع زوجته أو مع بنته
في البيت أو في السيارة وثالثهما الشيطان؟! سبحانك ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعۡمَى ٱلۡأَبۡصَٰرُ وَلَٰكِن تَعۡمَى ٱلۡقُلُوبُ
ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ﴾ [الحج: 46].
عباد الله: إن المؤمن عندما يسمع أوامر الله وأوامر رسوله يبادر بالامتثال، قال الله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36]، أي: لا يحل لمن يؤمن بالله أن يختار من أمر نفسه ما شاء، بل يجب عليه أن ينقاد لقضاء الله وإن كان خلاف هواه؛ لأن قضاء الله خير له عاجلاً آجلاً، وقد توعد الله الذين يخالفون أمر الله وأمر رسوله بعدما يبلغهم فقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٌ﴾ [النور: 63]، فحذرهم من
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1171)، وأحمد رقم (177)، والطيالسي رقم (31).