كُنتُمۡ أَعۡدَآءٗ فَأَلَّفَ بَيۡنَ قُلُوبِكُمۡ فَأَصۡبَحۡتُم بِنِعۡمَتِهِۦٓ إِخۡوَٰنٗا وَكُنتُمۡ عَلَىٰ شَفَا حُفۡرَةٖ مِّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنۡهَاۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ
لَكُمۡ ءَايَٰتِهِۦ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ﴾ [آل عمران 103]، تفقهوا في دين
الله، وتعلموا عقيدة التوحيد، ارجعوا إلى المصادر الأصلية لهذا الدين، وهي كتاب
الله وسنة رسوله، وما يوضح هذين الأصلين مما كتبه علماء السنة في تفسير القرآن،
وشرح الحديث، واستنباط الأحكام الفقهية، وليكن ذلك على أيدي علمائكم، فالعلم إنما
يؤخذ من عالم ناصح، وكتاب مفيد، مع النية الصالحة، والجد والاجتهاد.
ويا أيها الآباء، وجهوا أولادكم
الوجهة الصالحة، وربوهم التربية النافعة، واربطوهم بأهل الخير، وراقبوا تحركاتهم،
واعرفوا جلساءهم ومدرسيهم، فإن الدعاة إلى الشر أكثر من الدعاة إلى الخير، وإن من
دعاة الشر من يدعو باسم الدين ويظهر بمظهر الصلاح ليخدع الناس، وقديمًا قال فرعون
لقومه: ﴿مَآ
أُرِيكُمۡ إِلَّا مَآ أَرَىٰ وَمَآ أَهۡدِيكُمۡ إِلَّا سَبِيلَ ٱلرَّشَادِ﴾ [غافر: 29]، وقال: ﴿ذَرُونِيٓ أَقۡتُلۡ مُوسَىٰ
وَلۡيَدۡعُ رَبَّهُۥٓۖ إِنِّيٓ أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمۡ أَوۡ أَن يُظۡهِرَ
فِي ٱلۡأَرۡضِ ٱلۡفَسَادَ﴾ [غافر: 26]، وخدع إبليس -لعنه الله- آدم وزوجه ﴿وَقَاسَمَهُمَآ إِنِّي
لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّٰصِحِينَ﴾ [الأعراف: 21].
فاحذروا -يا شباب المسلمين- من دعاة الضلال ولو تسموا باسم الدين وظهروا بمظهر المصلحين، لا تثقوا إلا بمن تعرفون دينه وعلمه ونصحه، وأنتم والحمد لله نشأتم في هذه البلاد على دعوة التوحيد والدين الخالص، عندكم العلماء، ولديكم الرصيد الكافي من الكتب النافعة، وأنتم وآباؤكم وإخوانكم من المسلمين جماعة واحدة، فتمسكوا