×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 ويبقى الإسلام طودًا شامخًا، وحصنًا منيعًا لا تصل إليه سهام الأعداء، ولا يؤثر فيه نبح الكلاب، وتعود هذه السهام إلى صدور أصحابها خاسئة ذليلة ﴿يُرِيدُونَ أَن يُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ وَيَأۡبَى ٱللَّهُ إِلَّآ أَن يُتِمَّ نُورَهُۥ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ ٣٢  هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِينِ ٱلۡحَقِّ لِيُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ ٣٣ [التوبة: 32، 33].

عباد الله: إن الإسلام ليس بالتسمي والانتماء، إنه قول وعمل واعتقاد، إنه دين ودولة، إنه عقيدة وسلوك، ينبني على أركان خمسة هي: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج بيت الله الحرام، ويكمل بفعل واجبات ومستحبات من الطاعات. فأي إسلام لمن ترك عمود الإسلام وهو الصلاة، وضيع الواجبات، ولم ينته عن المحرمات؟ إن هذا الإسلام محفوظ بحفظ الله له، فإذا تولى عنه قوم استبدلهم الله بخير منهم، ﴿وَإِن تَتَوَلَّوۡاْ يَسۡتَبۡدِلۡ قَوۡمًا غَيۡرَكُمۡ ثُمَّ لَا يَكُونُوٓاْ أَمۡثَٰلَكُم ْ [محمد: 38]، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَسَوۡفَ يَأۡتِي ٱللَّهُ بِقَوۡمٖ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُۥٓ أَذِلَّةٍ عَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى ٱلۡكَٰفِرِينَ يُجَٰهِدُونَ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوۡمَةَ لَآئِمٖۚ ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ وَٰسِعٌ عَلِيمٌ [المائدة: 54]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم

***


الشرح