×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 فدسوا على المسلمين أناسًا يتسمون بالإسلام ظاهرًا، وهم على الكفر في باطن أمرهم، فكان فريق المنافقين. ولكن سرعان ما كشف الله في القرآن سريرتهم، وفضح خطتهم، وحذَّر المسلمين منهم، ففشلت محاولتهم، وعرفهم المسلمون، فأخذوا حذرهم منهم، ثم لما فشلت كل خططهم حاولوا تفريق المسلمين، وإلقاء العداوة بينهم، وتمزيقهم إلى فرق؛ فكانت فرقة الخوارج، وفرقة الشيعة، وفرقة الجهمية والمعتزلة، وتفرَّع عن هذه الفرق فرق شتى، فكان ذلك مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، وهذه الواحدة هي من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهذه الفرقة هي الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة، «ولا تَزال ولن تُزال» وتزال -ولله الحمد- موجودة إلى قيام الساعة، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلاَ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ» ([1])  وبهذه الفرقة يبقى دين الإسلام منتصرًا، ويبقى من تمسك به منصورًا، ومن افترق من هذه الفرق إنما يضر نفسه، ولم يضر الإسلام و أهل الإسلام ﴿وَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِۦ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَلَٰكِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ لَا يَعۡلَمُونَ [المنافقون: 8].

أيها المسلون: وفي عصرنا هذا يواصل أعداء الإسلام حربهم ضد الإسلام، فها هي الشيوعية بحديدها ونارها، وها هي الماسونية اليهودية بإباحيتها وخلاعتها، وها هي القومية العربية بردها وانحرافها، وها هي الصليبية الحاقدة بدسائسها ومكرها وإغراقها، وكلها ضد الإسلام،


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (3442)، ومسلم رقم (1037).