وَلَقَدۡ
فَتَنَّا ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِهِمۡۖ فَلَيَعۡلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ صَدَقُواْ
وَلَيَعۡلَمَنَّ ٱلۡكَٰذِبِينَ ٣﴾ [العنكبوت: 2، 3]، وهنا يظهر الفرق بين مواقف
أهل الإيمان وأهل النفاق والكفران، وسنعرض هنا جملة من تلك المواقف كما بينها
القرآن الكريم:
فمن ذلك موقف
الفريقين عندما يُدعَونَ إلى الله ورسوله ليحكم بينهم فيما تنازعوا فيه، قال الله
تعالى عن موقف المنافقين: ﴿وَيَقُولُونَ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعۡنَا ثُمَّ
يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٞ مِّنۡهُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَۚ وَمَآ أُوْلَٰٓئِكَ
بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٤ وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ
إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ ٤٨ وَإِن
يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ ٤٩ أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ٱرۡتَابُوٓاْ أَمۡ يَخَافُونَ أَن
يَحِيفَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ وَرَسُولُهُۥۚ بَلۡ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ
٥٠﴾ [النور: 47- 50]، ثم بيَّن سبحانه المؤمنين
عندما يُدعَونَ إلى حكم الله ورسوله فقال: ﴿إِنَّمَا كَانَ قَوۡلَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ
وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ أَن يَقُولُواْ سَمِعۡنَا وَأَطَعۡنَاۚ
وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 51]. هذا موقف الفريقين
عندما يُدعيان إلى التحاكم إلى شريعة الله، وهو موقف لا يزال يتكرر كلما جدّت قضية
أو عرضت نازلة، المؤمنون يريدون حكم الله ورسوله فيها، سواء كان لهم أو عليهم،
والمنافقون إنما يريدون حكم الله ورسوله فيها إذا كان لهم، أما إذا كان عليهم
فإنهم يهربون إلى حكم الطاغوت ليخلصهم من حكم الله!.
ومن ذلك موقف الفريقين عند سماع القرآن وعند تلاوته، فالمؤمنون يزيدهم نزول القرآن وتلاوته إيمانًا وهم يستبشرون، والمنافقون يزيدهم ذلك رجسًا إلى رجسهم، ويَتَحَيَّنون الفرص للانصراف عن سماعه، قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ فَمِنۡهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَٰذِهِۦٓ إِيمَٰنٗاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَهُمۡ يَسۡتَبۡشِرُونَ