٤ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٞ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُواْ وَهُمۡ كَٰفِرُونَ
١٢٥ أَوَلَا
يَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ يُفۡتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٖ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَيۡنِ ثُمَّ لَا يَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ
يَذَّكَّرُونَ ١٢٦ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتۡ سُورَةٞ نَّظَرَ بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضٍ هَلۡ
يَرَىٰكُم مِّنۡ أَحَدٖ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْۚ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمۡ قَوۡمٞ
لَّا يَفۡقَهُونَ ١٢٧﴾ [التوبة: 124- 127].
ومن ذلك موقف
الفريقين عند الجهاد في سبيل الله، فالمؤمنون يرغبون إلى ربهم عز وجل أن يُنزِل
على رسوله سورةً يأمرهم فيها بقتال الكفار، حرصًا منهم على الجهاد في سبيل الله،
ونيل ما أعده الله للمجاهدين من جزيل الثواب، فلما نزل الأمر بالجهاد بادروا
مغتبطين، فجاهدوا بأموالهم وأنفسهم. وأما المنافقون فإنهم عندما نزل الأمر بالقتال
أصابهم الذعر والخوف، وصاروا ينتحلون الأعذار تلو الأعذار للتخلف عنه. قال الله
تعالى عن موقف الفريقين: ﴿وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَوۡلَا نُزِّلَتۡ سُورَةٞۖ فَإِذَآ
أُنزِلَتۡ سُورَةٞ مُّحۡكَمَةٞ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلۡقِتَالُ رَأَيۡتَ ٱلَّذِينَ فِي
قُلُوبِهِم مَّرَضٞ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ نَظَرَ ٱلۡمَغۡشِيِّ عَلَيۡهِ مِنَ
ٱلۡمَوۡتِۖ فَأَوۡلَىٰ لَهُمۡ ٢٠ طَاعَةٞ وَقَوۡلٞ
مَّعۡرُوفٞۚ فَإِذَا عَزَمَ ٱلۡأَمۡرُ فَلَوۡ صَدَقُواْ ٱللَّهَ لَكَانَ خَيۡرٗا
لَّهُمۡ ٢﴾ [محمد، 20، 21]، وقال تعالى: ﴿لَا يَسۡتَٔۡذِنُكَ
ٱلَّذِينَ يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ أَن يُجَٰهِدُواْ
بِأَمۡوَٰلِهِمۡ وَأَنفُسِهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِيمُۢ بِٱلۡمُتَّقِينَ ٤٤ إِنَّمَا
يَسۡتَٔۡذِنُكَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ
وَٱرۡتَابَتۡ قُلُوبُهُمۡ فَهُمۡ فِي رَيۡبِهِمۡ يَتَرَدَّدُونَ ٤٥﴾ [التوبة: 44، 45].
ومن ذلك موقف الفريقين عند مضايقة الكفار للمسلمين، فالمؤمنون يزيدون بذلك ثباتًا على دينهم، ويقوى يقينهم بوعد الله ورسوله لهم بالنصر، وأما المنافقون فإنهم يبلغ منهم الخوف كل مبلغ، ويسوء ظنهم بالله وبرسوله؛ قال الله تعالى عن موقف الفريقين عندما