للمؤمنين ما يحب
لنفسه، ولا يقدر على التواضع، ولا على ترك الحقد والحسد والغضب، ولا على كظم الغيظ
وقبول النصح، ولا يسلم من الازدراء بالناس وتنقصهم، فما من خُلق ذميم إلا والكبر
يجر إليه. وأشر أنواع الكبر ما يمنع من قبول الحق والانقياد له.
عباد الله: إن على الإنسان أن
يدفع الكبر عن نفسه بأن يعرف أصله ونشأته، وفقره وحاجته، ويعرف ربه وعظمته ومقامه
بين يديه، يكفيه أن ينظر في أصل وجوده من العدم، من تراب ثم من نطفة، ثم من علقة،
ثم من مضغة، فقد صار شيئَا مذكورًا بعد أن كان جمادًا لا يسمع ولا يبصر، ولا يحس
ولا يتحرك، فقد ابتدأ بموته قبل حياته، وبضعفه قبل قوته، وبفقره قبل غناه، ثم يموت
ويصير ترابًا، يعذب أو ينعم في قبره، ثم يبعث ويحاسب ويجازى بعمله، وقد أشار تعالى
إلى ذلك بقوله: ﴿قُتِلَ
ٱلۡإِنسَٰنُ مَآ أَكۡفَرَهُۥ ١٧ مِنۡ
أَيِّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥ ١٨ مِن
نُّطۡفَةٍ خَلَقَهُۥ فَقَدَّرَهُۥ ١٩ ثُمَّ
ٱلسَّبِيلَ يَسَّرَهُۥ ٢٠ ثُمَّ
أَمَاتَهُۥ فَأَقۡبَرَهُۥ ٢١ ثُمَّ
إِذَا شَآءَ أَنشَرَهُۥ ٢٢ كَلَّا
لَمَّا يَقۡضِ مَآ أَمَرَهُۥ ٢٣﴾ [عبس: 17- 23]. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد