اللهِ، إِنَّ فُلاَنَةَ تَصُومُ النَّهَارَ
وَتَقُومُ اللَّيْلَ وَتُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا. فَقَالَ: «لاَ خَيْرَ
فِيهَا هِيَ فِي النَّارِ»([1]).
عباد الله: إن أذية المسلمين
تكون بالقول وبالفعل:
فالقول: كالغيبة
والنميمة والسب والشتم، قال الله تعالى: ﴿إِذۡ
تَلَقَّوۡنَهُۥ بِأَلۡسِنَتِكُمۡ وَتَقُولُونَ بِأَفۡوَاهِكُم مَّا لَيۡسَ لَكُم
بِهِۦ عِلۡمٞ وَتَحۡسَبُونَهُۥ هَيِّنٗا وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٞ﴾ [النور: 15]، وقال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ
ءَامَنُواْ ٱجۡتَنِبُواْ كَثِيرٗا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعۡضَ ٱلظَّنِّ إِثۡمٞۖ
وَ لَا تَجَسَّسُواْ وَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن
يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ
ٱللَّهَ تَوَّابٞ رَّحِيمٞ﴾ [الحجرات: 12].
وأذية الناس بالفعل لها أنواع كثيرة خطيرة منها: أذية الجيران باستعمال ما يؤذيهم ويقلقهم من الأصوات المزعجة أو المحرمة، كأصوات الأغاني والمعازف والمزامير، التي كثرت في هذا الزمان بواسطة الأجهزة الحديثة في البيوت والدكاكين، وصار أصحابها لا يبالون بقلق جيرانهم منها وتأذيهم بها ومنها ما يفعله بعض الجشعين الذين يلهثون وراء جمع المادة، بحيث يؤجرون بيوتهم أو شققهم للعزاب الذين يضايقون الجيران، ويؤذونهم بالاطلاع على بيوتهم من السطوح أو من خلل النوافذ، وكثير منهم لا يصلون مع المسلمين ولا يعرفون المساجد، وهم قريبون منها أو بجوارها، فيشكلون خطرًا على المسلمين المجاورين لهم، بحيث يقتدي بهم غيرهم من الكسالى والأولاد الصغار، والسبب في ذلك هو المؤجر، وهو الذي يتحمل كثيرًا من إثمهم، وتصيبه دعوات المسلمين الذين تضرروا من هؤلاء
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9675)، والحاكم رقم (7305).