×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

 رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ: الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ» ([1])، وزاد أبو داود عن معاذ رضي الله عنه: «وَالموَارِد» ولفظه: «اتَّقُوا الْمَلاَعِنَ الثَّلاَثَةَ: الْبَرَازَ فِي الْمَوَارِدِ، وَقَارِعَةِ الطَّرِيقِ، وَالظِّلِّ» ([2]). والمراد باللاعنين والملاعن في الحديثين: الأمور التي تجلب اللعن، وذلك أن من فعل شيئَا منها لعنه الناس وشتموه، وقد أخرج الطبراني بإسناد حسن: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ آذَى الْمُسْلِمِينَ فِي طُرُقِهِمْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ لَعْنَتُهُمْ» ([3])، وهذه الأحاديث تدل على استحقاقه اللعنة.

ومن أذية المسلمين إفساد محلات الوضوء التي تجعل عند المساجد وتوسيخها، وتعطيل منفعتها، أو تلويثها بالنجاسة مما يتسبب عنه تنجيس ثياب المسلم الذي يدخلها للوضوء، فيجب على المسلم أن يحترم إخوانه المسلمين، ويحترم مرافقهم ويكف أذاه عنهم، وينكر على من يصدر منه أذى للمسلمين.

فاتقوا الله عباد الله: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ [المائدة: 2]. ﴿نَّ ٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ لَعَنَهُمُ ٱللَّهُ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمۡ عَذَابٗا مُّهِينٗا ٥٧ وَٱلَّذِينَ يُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ بِغَيۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُواْ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُواْ بُهۡتَٰنٗا وَإِثۡمٗا مُّبِينٗا ٥٨ [الأحزاب: 57، 58].

***


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (269).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (26)، وابن ماجه رقم (328)، والحاكم رقم (594).

([3])  أخرجه: الطبراني في « الكبير » رقم (3050).