ومع هذا عميت بصائر
الكفار والمنافقين فلم يعتبروا بهذه الآيات، ولم ينظروا فيها إلا النظرة البهيمية
المقصورة على التمتع بها في هذه الحياة، والانتفاع بخصائصها، والانتفاع العاجل
الزائل، وكفروا بخالقها وجحدوا نعمته، وظنوا أنم حصلوا على ما حصلوا عليه من
التقنيات الحديثة، والصناعات المختلفة بحولهم وقوتهم وتفكيرهم، فاغتروا بما توصلوا
إليه من الاختراعات، واستكبروا في الأرض بغير الحق، كما قال تعالى: ﴿كَلَّآ إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ
لَيَطۡغَىٰٓ ٦أَن رَّءَاهُ ٱسۡتَغۡنَىٰٓ ٧﴾ [العلق: 6، 7]. ولم يعتبروا بمصير
من سبقهم من الملاحدة والجبابرة والأمم الكافرة ﴿فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوۡاْ مِن
قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ﴾ [يونس: 102].
نسأل الله عز وجل أن
يرزقنا التفكر في آياته والعمل بطاعته، وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ
ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ﴾ـ
إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَحۡمَتَ ٱللَّهِ
قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [الأعراف: 54 - 56].
***
الصفحة 4 / 441
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد