العضل يجد لها
الإنسان تأثيرًا في جسمه، أو تنشيطًا يوقع في الريبة. ومن مبطلات الصوم التقيؤ
متعمدًا، أما إن غلبه القيء، وخرج بغير اختيار فلا حرج عليه لقوله صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ- أي غلبه- فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ
اسْتَقَاءَ -أي استدْعَى القيءَ عَمْدًا- فَلْيَقْضِ» ([1]).
ومن مفسدات الصوم
الحجامة؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ» ([2]). ومثل الحجامة سحب
الدم من الصائم إذا كانت كثيرًا سواء كان سحبه للتبرع به، أو لإسعاف مريض أو غير
ذلك.
ومن مبطلات الصوم
الجماع في نهار رمضان، فالجماع مفسد للصيام بالنص والإجماع، ومن فعله فعليه قضاء
ذلك اليوم الذي جامع فيه، وعليه أيضًا الكفارة وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فصيام
شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.
أيها المسلمون: هذه المفطرات الحسية التي يؤمر فاعلها بالقضاء، وهناك مفطرات معنوية تخل بالصيام، وتجرحه، وتبطل ثوابه، أو تنقصه، ولا يؤمر فاعلها بالقضاء، وهي الغيبة والنميمة، وقول الزور، والشتم والسباب، والنظر إلى ما حرم الله النظر إليه، واستماع ما حرم الله الاستماع إليه من الأغاني والمزامير والغيبة والنميمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ، فَلاَ يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ، وَلاَ يَسْخَبْ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ، أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ، أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (720)، وابن ماجه رقم (1676)، وأحمد رقم (10463).