بِفِطْرِهِ، وَإِذَا
لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ» ([1]). وعن أبي هريرة رضي
الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ
وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»
([2]).
أيها المؤمنون:
واعلموا أن من أكل أو شرب ناسيًا فلا حرج عليه، ولا يبطل بذلك صومه؛ فعن أبي هريرة
رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ
صَائِمٌ فَأَكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ
وَسَقَاهُ» ([3]). ويجوز للصائم أن
يتطيب، وأن يشم الطيب، ولا يؤثر ذلك على صيامه. ويجوز للصائم أن يتبرد بالماء بأن
يصبه على رأسه أو جسمه، وأن يدخل في مكان بارد؛ لأن ذلك يعينه على الصيام. وإن طار
إلى حلقه غبار أو ذباب لم يضره ذلك؛ لأنه بغير اختياره. وكذا لو جرح أو خلع ضرسًا
فخرج منه دم أو أصابه رعاف، لم يؤثر ذلك على صيامه.
أيها المسلمون: حافظوا على صيامكم
من المفسدات والمنقصات، وأكثروا من فعل الطاعات، وأكثروا من الدعاء والذكر، وتلاوة
القرآن في هذا الشهر المبارك، وأخلصوا النية، واسألوا الله القبول.
أعوذ بالله من
الشيطان الرجيم﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ﴾: إلى قوله تعالى ﴿كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ
ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِۦ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ﴾[البقرة: 183- 187].
***
الصفحة 5 / 441