فضائل شهر رمضان
الحمد لله يخلق ما
يشاء ويختار، وأشهد أن لا إله إلا الله الواحد القهار، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله المصطفى المختار، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المهاجرين منهم والأنصار،
وسلم تسليمًا كثيرًا.
·
أما بعد:
أيها الناس: اتقوا الله تعالى، عباد الله، إنكم الآن في شهر عظيم وموسم كريم، إنه شهر رمضان الذي خصه الله من بين الشهور بفضائل عظيمة، منه: أنه جعل صيامه أحد أركان الإسلام، ولم يرخص في الإفطار فيه إلا لمسافر أو مريض، عل أن يقضي كل منهما عدد الأيام التي أفطرها منه في شهر آخر، قال تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]، وكذلك أباح الفطر فيه للكبير الهرم الذي لا يستطيع الصيام، ومثله المريض مرضًا لا يرجى شفاؤه، ولا يستطيع معه الصيام، على أن يطعم بدل كل يوم أفطره مسكينًا؛ قال تعالى: ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة: 184]؛ مما يدل على عظمة هذا الشهر، وأنه لا يسمح بترك صومه إلا إلى بدل، وإذا كان ذلك لعذر شرعي.
الصفحة 1 / 441