×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

ومن خصائص شهر رمضان المبارك مشروعية صلاة التراويح فيه جماعة في المساجد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([1])، وهي سُنَّة مؤكدة سنَّها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليها المسلمون، لا ينبغي للمسلم تركها؛ لأنه يحرم نفسه من ثوابها وهو بحاجة إليه.

ومن خصائص شهر رمضان: أنه تضاعف فيه الأعمال الصالحة، فالفريضة الواحدة فيه تعدل سبعين فريضة فيما سواه، والنافلة فيه تعدل الفريضة في الأجر.

ومن خصائصه: إنزال القرآن العظيم فيه؛ قال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدٗى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَٰتٖ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ [البقرة: 185]. وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: «أُنْزِلَ القرآنُ جملةً واحدةً من اللوحِ المحفوظِ إلى بيتِ العزِة في السماءِ الدُّنيا في شهرِ رمضانَ، ثُمَّ نَزَلَ بعدَ ذلكَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم منجمًا حسب الوقائع» ([2]). فهنا حدث عظيم اختص به هذا الشهر، ومدحه الله به، لندرك فضله، ونستفيد من ذكراه بكثرة الطاعة في هذا الشهر، حيث أنزل فيه أعظم كتاب على أعظم نبي لهداية البشرية، وبيان طريق الخير من طريق الشر،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1375)، والترمذي رقم (806)، والنسائي رقم (1364).

([2])  انظر: « تفسير ابن كثير » (5/127).