لنأخذ الطريق السليم
الموصل إلى جنات النعيم، ونترك الطريق الموصل إلى الجحيم.
ومن خصائص شهر رمضان
المبارك: أن فيه ليلة القدر التي نوَّه الله بشأنها، وأخبر أنها خير من ألف شهر
لمن وفق للعمل الصالح فيها، فهي تعادل ثلاثة وثمانين عامًا يقضيها المسلم بالطاعة
والعمل الصالح، إنه لفضل عظيم، وهذه الليلة لا شك في شهر رمضان؛ لأن الله أخبر أنه
أنزل فيها القرآن، وقد أخبر أنه أنزل القرآن في شهر رمضان، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي
لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر:1]، وقال تعالى: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ﴾ [الدخان: 3]، وقال تعالى: ﴿شَهۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ﴾ [البقرة: 185]. فإذا جمع بين
الآيات الكريمة تبين أن القرآن أنزل في ليلة القدر في شهر رمضان المبارك، فكان هذا
الشهر مشتملاً على هذه الليلة العظيمة التي تعادل في الخير عمرًا طويلاً يستنفد في
الطاعة، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن هذه الليلة في شهر رمضان، وكان
يتحراها فيه، ويجتهد في الليالي التي ترجى فيها، ويعتكف أيامها، وكان صحابته
الكرام يقتدون به في ذلك.
ومن خصائص شهر رمضان: أن الله نَوَّع فيه الخيرات، فهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، فالرحمة للمحسنين المتقين، والمغفرة للمذنبين المفرطين، والعتق لمن استوجب دخول النار بارتكاب الكبائر، وذلك لاختلاف أحوال المسلمين فمنهم المحسن، ومنهم المذنب، ومنهم المستوجب لدخول النار، وكل من هؤلاء يناله من فضل هذا الشهر ما يناسبه، فالمحسن تناله فيه الرحمة، والمذنب تناله المغفرة إذا تاب من ذنبه، والمستوجب لدخول النار يناله الإعتاق