×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الثاني

أيامه ولياليه فلنحاسب أنفسنا ماذا ربحنا فيه؟ ماذا استفدنا منه؟ ما أثره على نفوسنا؟ وما مدى تأثيره على سلوكنا؟ هل ربحنا فيه أو خسرنا؟ هل تقبل منا ما عملنا فيه، أو رد علينا؟ لقد كان السلف الصالح حينما ينتهي رمضان يصيبهم الهم هل تُقُبِّل منهم أو لا؟ فيدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، فهم كما وصفهم الله بقوله تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ يُؤۡتُونَ مَآ ءَاتَواْ وَّقُلُوبُهُمۡ وَجِلَةٌ أَنَّهُمۡ إِلَىٰ رَبِّهِمۡ رَٰجِعُونَ ٦  أُوْلَٰٓئِكَ يُسَٰرِعُونَ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِ وَهُمۡ لَهَا سَٰبِقُونَ ٦١ [المؤمنون:60، 61] يخافون أن تُردَّ عليهم حسناتهم أشد مما يخاف المذنبون أن يعذبوا بذنوبهم، لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ ٱللَّهُ مِنَ ٱلۡمُتَّقِينَ [المائدة: 27].

عباد الله: إن للقبول والربح في هذا الشهر علامات، وللخسارة والرد علامات واضحة يعرفها كل إنسان من نفسه، ففكروا في أنفسكم.

من كان حاله في الخير والاستقامة بعد رمضان أحسن من حاله قبله، ومن حسن سلوكه، وعظمت رغبته في الطاعة، وابتعد عن المعاصي، ونفر منها بعد رمضان -فهذا دليل على قبول أعماله الصالحة في رمضان، ودليل على ربح تجارته في رمضان.

ومن كان بعد رمضان كحاله قبله أو أسوأ، مقيمًا على المعاصي بعيدًا عن الطاعة، يرتكب ما حرم الله، ويترك ما أوجب الله، يترك الصلاة، ولا يحضر الجُمَعَ والجماعات، يسمع النداء للصلاة فلا يجيب، ويعصي فلا يتوب، لا يدخل مع المسلمين في بيوت الله، ولا يتلو كتاب الله، ولا يتأثر بالوعد والوعيد، ولا يخاف من التهديد، سماعه للأغاني والمزامير، ونطقه قول الزور، وشرابه الدخان والمخدرات والخمور، وماله من الرشوة والربا وبيع السلع المحرمة


الشرح